أنين الروح [الجزء الثاني]

 

أنين الروح 

تذكير بالجزء الأول

https://moorishlspirit.blogspot.com/2021/12/blog-post_8.html

الجزء الثاني

بسم الله

قتلتني يا نبروس ، قتلت اباك يا ابني النور، لماذا افشيتها، اعلم انه احد تجليات ملك النور راييل اعلم! و ملك النور  و الملك عِزرى صورتا تجلي اسرافيل بين الأنام، و اسرافيل هو صورة تجلي  الطّه في الطبقة الملائكية، ملكوتنا تحت ظلال سدرة المنتهى، هو اسمنا فيما يصطلح عليه عند البعض "الاسماء الجبروتية" مثل جبريل و ميكاييل و رفاييل. أول ما زارني ملك النور يا نبروس في هذا الطور من العرفان، تساءلت عن الفرق بين نوره و نوري، فعلمني الله ما مفاده، اني خاصة النور و هو نور شامل، اول ما زارني هذا الملك، عرفني به الملك  الطّه و بشّرت بان نوري قد شمل كل الارجاء فتبادلا الادوار لفترة وجيزة، حلّ فيّ ملك النور و انطلق الطّه ليطوف في الأرجاء  و الأكوان، 

كنت دائما اتساءل لماذا غاب اسرافيل في هذا الطور، بينما كان يعاودني بكثرة قبل 2018، ثمّ لماذا انت و هو متشابهان و مختلفان عن بقية الملائكة، وجهكما نور ملون بأخضر زيتوني، الى ان زارني في احدى الليالي لما كنت مختليا بنفسي قرب اشجار الزيتون، زارني و كنت انت و غيرك من الملائكة برفقتي و كنت حينها منشرح الصدر، سعدت بزيارته بعد طول غياب و قلت لك سلم على عمّك يا نبروس فنطق احد الملائكة لا بل هو اقرب اليه من عمه، فقلت هل هو جده اذن، قال لا بل اقرب من ذلك، فصمت و لم اسأل، فهمت المغزى من كلامه. هو انا كما ان الطه الملك الموكل بالكتاب المنير هو انا الروح الأعظم و انا هو الكتاب المنير أولدني الله بامر مباشر و امر خالص من لدنه ان اجعلوا من كتابي المنير بشرا يكون لي في الأرض طاعة و راعة. نزلت بالعذاب لكني وديع مثل الحمَل. 

هل تعلم يا نبروس اني قد رايت الحور العين، نعم ليس في احدى الرؤى و ليس في كشوف او تجلي كالذي اراك فيه اليوم، بل في الحقيقة بعيني الادمية الحسية، انها قصة عجيبة، انه اليأس يا حبيبي، انه الشوق، شوقي لأمّك يا جاه، لمّا مثل الله لي اياها في حكمته التي اختصني بها انا ككتاب منير، خضت اسفارا عرفانية طويلة لاستيعاب ذلك المفهوم و ماهية الفرق بين حكمته التي اختصني بها و بين الحكمة التي يتفضل بها على عباده و على بقية الخلق كلّ بقدر معلوم، و في يوم من الأيام استحضرت ذكراها في حضرته و استحضرت كيف انه قد استعصى علي وصالها جسديا، شعرت ان الطينة و طبيعة المادة الملموسة صارت تخنقني، شعرت اني اختنق و ان هذا الجسد سيستمر في خنقي حتى في دار الخلد، كنت منهارا يا ابني فناجيت الله اني لا رغبة لي في فاكهة الجنة و لا في انهارها و لا غاية لي في الحور الحين بل اني اريد ان اعود الى طبيعتي النورانية الخالصة ككتاب منير و ان احضن حكمته بين طياتي الى الابد فلا نفترق ابدا. لا اذكر يا نبروس تفاصيل الحديث في ذلك المشهد و في تلك الحضرة، و لا اذكر اكلمني الله مباشرة لما اجابني ام انه اوحى لي من خلال ملك رسول، لكني اذكر في الختام انه ابتسم و قال لي" لك الجزاءان يا طه، تنالها جسدا و نورا و حكمة" الجنان و امّك يا نبروس، لكن الجنون هو ما حدث بعد ذلك و انا امشي في الشارع، مرت علي فتاة حسناء في مقتبل الشباب، فاتنة الجمال لكنها وقورة في حضورها كانت مسرعة شيئا ما في مشيتها، كانت ذات شعر ناعم طويل و اسود و عينين جميلتين و سودايتين، جميلة القدّ دون زيادة في حجم المفاتن على جسدها لم تنزع عيناها عني حتى لمّا جاوزتني فاضطرتني ان انظر اليها انا ايضا بشيء من الخجل. ما إن نزعت عينيّ عنها لأنظر امامي حتى مرت عليّ شبيهتها بنفس الأسلوب، كانتا متشابهتان كثيرا في صفاتهما الخلقية و الخلقية شبها يفوق شبه التوأم لتوأمه، نفس المرور نفس النظرات، كانتا تمشيان باعتدال و استقامة لم اعتد ان اراها في مشية البشر اليوم، استقامة محمودة و جميلة، ليست مشية آلية او ذكورية، الفرق الوحيد بينهما، انّ احداهما كانت ترتدي فستانا شبيها بالهندام الاوروبي الميديافيلي الذي كنت اعشق ان اراه على الفتيات منذ طفولتي و الأخرى كانت تلبس سروالا لا ضيقا و لا فضفاضا و جاكيت كالتي يلبسها لاعبوا البايز بال مما اضفي عليها مظهرا صار يعجبني منذ فترة الصبا او المراهقة، اي منذ ان صرت مولعا بالراب و انماط الهيبهوب. سألت الله بعدها،  ا يُعقل، نعم اتين لترين من هاذا المؤمن الذي رغب عنهنّ.

اتذكر يا نبروس نص انين الروح، كان يومها عودة للعرفان كانت بدايات هذا الطور، لما عاودني اهل السماء بعد ان غابوا لثلاث سنوات، كنت مرتبكا و انا اكتبه بأمر من الله لما كان عندي من شك فيما عشته قبل 2018، هل كنتم ملائكة بحق ام كان لبسا من الشياطين، في نهاية النصّ ذكرنا امر مئات السنين التي سنعيشها بعد ان نشرب من نهر مقدس يسمى نهر الحياة، كنت قد خضت بعدها بالقلم في ان ربما و ما مدى احتمال وقوع الامر ظاهرا او تأويلا لكنّ الملك الرسول يومها نهى عن تلك التعابير التي تنمّ عن الشك، فأُمرت ان احذفها تحقيقا لليقين في معاني الفقرة. لكن في الحقيقة ما كان ذلك الّا اختصارا للأمرين الأولين اللذين نُسِخا بثالث، سأقصد الأمر الأخير دون الخوض فيما اختزلنا سابقا، اي اني كنت قد ناجيت الله، ان إذا ما التقيتها و قرت عيني بها فذلك مبلغ حميد في هذه الحياة و لست اطمع ان اعيش بعد ذلك مئات السنين و التي كانت قبل ذلك قد حددت في 500 و 750، ثمّ اراني الله يومها المشهد الأخير، انا و هي و معنا طائفة من المؤمنين، نتقدّم جميعنا في مشوار طويل، نبتعد في ذلك المشهد رويضا رويضا، حتى اذا ابتعدنا كل البعد تحولنا في ذلك المشهد إلى هالة مستديرة و هائلة من النور الساطع و العجب كل العجب لمّا اطلعت على حديث نبوي يتحدث عن 70000 من المؤمنين يدخلون الجنة بدون حساب او سابق عذاب اتذكر انه تضمن وصفا يوافق هذا المشهد،

 لا ادري ا كان ذلك الاطلاع قبل او بعد المشهد، تمّت فرق لدى المحققين، لكنه عندي لا فرق كان امرا عجيبا، تلك لذة الحياة يا ابني تلك لذة العشق الإلٰهي، الذّ من متعة الشهوات. انّه الخلد، هاذي اخراها، هذا طور السينَين و منهما مملكة الله في الارض السرمدية الأزلية و ليست دولة قائمة على اماني الانفس مما يتداول الأنام فيما بينهم، إنّه يوم الخلود، عهد الانفصام التام و ان تمّ بالتدريج، ا تدري نبأني الله قبل يوم او يومين اني في ثلاث سنين حققت ما كان يحققه اصحاب السلطة و النفوذ قبلي في مئة من السنين ، قالها ليطمإنني و ليجبر انكساري لكنّها حقيقة لا أراها ظاهر الأمر خاصة حينما اكون مكتئبا و من موقعي هذا منعزلا في غرفتي، لكن من هم في مواقع غير موقعي يرون ذلك جليا، حيث ان زاوية الرؤيا عندهم تسمح لهم بأن يعاينووا حسيا تلك التغييرات، لكني ما دمت انظر حولي فأجد قمارا و خمورا و فحشا و زنى و اعتقادا في الإزمات و شرا مدقعا ما زال متجذرا في انفس العبيد من حولي فإني اشعر بالإحباط الشديد يا نبروس، و هذا الإحباط سيجر على القوم وابلا من العذاب، صدقني انك انت الصديق، انها اية الخلد ايا كان تأويلها، وجب ان آخذها على ظاهرها، لألّا أسابق الأيام في امر منوط بي فأتسرّع و لألّا انجز جزءا فقط مما أنيط بي فأتقاعس و أقول أنه سيخلفني أحد من بعدي ليكمل المهمة

احببت تلك التي افشيتها، احببت ايضا انك صرت أمينا على الوحي بعد ان تدرجت في مدرسة جبريل، كذلك انك صرت ملهما للطيبين الاتقياء ، احببتها لأنها صوت زفيري و انا في اشدّ حالات السقم و الاختناق و اليأس و الأسا، حيث لا أكاد أطيق تقل الهواء الذي استنشق و الذي امتزج بنتانة انفاس العديدين ممن يشاركونني في استنشاقه، همفف

***

Walking away song [click here]