باسم اللّه
بو كلثوم رابّر و موسيقي و كاتب كلمات من بلاد الشام لا أعرفه معرفة شخصية لكني أحببت أعماله الفنية
تقنيا هو بارع حتى أنني أختصه بوصف الفنان المتكامل و كثيرا ما أجد نفسي بين كلماته التي تنم على وعي روحي و التي يعبر من خلالها بعمق عن مشاعر نبيلة عن الأسى أو الحب عن معاناته و معاناة غيره
عادة ما يعالج من خلال كلماته مواضيع قيمة كما أنّه بارع في النظم الحماسية و التعابير الشرسة
كلّما سمعت مقطعا روحانيا أو عاطفيا لبو كلثوم ثم ألحقته أحد مقاطعه الشرسة شعرت كأنّ جلال الدين الرومي رجع إلى الحياة بفؤاد البرّاق ابن روحان و بشراسة و فتك عمرو ابن كلثوم فأتذكر ما رأيت في منامي في ليلة من أوائل جمادى الآخر سنة ١٤٤٣ و هو رجل أسيّ به حقمة يلبس السّواد
رأيته يصرخ بحرقة و يتوعد قائلا
ليرجعنّ جلال الدّين الرّومي إلى الحياة و لينتقمنّ من أعدائه و من أعداء اللّه و ليفتكنّ بهم
في نفس اللّيلة أو قبلها أو بعدها بليلة رأيت أمرا جليلا
إنها رؤيا عظيمة
رأيت نفسي جالسا مع جماعة من الناس بأحد المساجد و الرّسول أمامنا جالس على المنبر مرتديا ثوبا بنيا كلون التربة
كان الرسول يتلو علينا كلمات وحي منزل بأسلوب رائع و صوت شجي و كنت متخشعا و مطأطئا رأسي حتى أنّني لم أرفعه لأنظر إلى وجه الرسول و كان على شمالي محراب يجلس فيه أمير الأوس إبان نبوة الحجاز سعد ابن معاذ و على يميني محراب يجلس فيه أمير الخزرج جدّي سعد ابن عبادة فجأة انبعث ابن عبادة من المحراب و أتاني مسرعا ثم سألني بلهفة عن جزء من نصّ الوحي فاته سماعه أو أنّه فوجئ به و لم يستوعبه
أخبرته أن الرسول يتكلم عن الأثَرة
فقال لي
و ماذا يقصد بها
فأجبته
انتظر حتى ينتهي من تلاوة نص الوحي ثم نقوم بتأويله
ثم عاد أمير الخزرج إلى محرابه
بعدها نظرت أمامي لأشاهد وجه الرسول فإذا به نور خالص و ليس وجه بشر فعلمت أنّه جبريل يتلو علينا ما جدّ من كلمات الوحي و أنا الذي كنت أحسبه في بداية الرؤيا محمدا رسول اللّه إبّان نبوة الحجاز
أمّا تأويلها فستجدونه متفرقا بين أسطر كتاب العرفان الأوّل و كتاب الأعمدة و ما بلغنا عن نبيّ الحجاز
إنّ الرؤيا وحي و خير ما فسر الوحي وحيه
إنها و في كلمتين
"نبوؤة دنيال"
إيذان بوشووك تحققها و تعبير عن ماهيتها و صفات أهلها
إنها مملكة الله في الأرض كما نبأني ربّي
و هذه الرؤيا و غيرها حملت لي بشائر و إرشادات كوني خليفة اللّه في الأرض
.
Comments
Post a Comment