باسم اللّٰه
يا أيُّها المخلوق،
بَعُدتَ إذا ظَننتَ أنّكَ حُزتَ العُلوم كلّها دينا و دنيا، تِلك نفثة من غرور، فاستعذ باللّه من شرّها.
ذرني أنبّئك، دع عنك ما بنى حنبل و مشاعر أشعري و اعتزل معتزلا ما تريد، كذلك أنا اعتزلت مرادا و مريدا، لحكمة أنشأني اللّٰه اليوم سنّينا حتّى آن الأوان، فعلّق اللّٰه نبراسا في عمق أعماقي، عجزت عن إتيانه في عقم المادّة و المَرائي، فغُصت في العتمة، في باطن المشاعر و الخوالج، ألتمس و أتحسّس، إلى أن مسستها دون أن أراها أو أن ألمسها، أقصد المشكاة ءات النور النبراس؛ العلامة؛ هي مرجاتي آنذاك، وطأتها في عمى العين و غيْب اللقاء، و البشرتان حينها في تنافر، فقط أنّي أويت بها إلى منارة الفؤاد، فوهبني اللّه من ذلك ولَدا ملَكا سمّاه نبروس؛ خلقه اللّه من نوري الذي أحلّه في طينتي الآدمية، لأستكمل و إيّاه رحلة الغوص في باطن الحروب و من تمّ إلى باطن المعارف حتّى تجلّت عندنا اليوم حقيقة التّكليف و المَقامات، و التّكليف شُعب؛ منها تكاليف ارتبطت بمقام أمرني اللّٰه أن أنفرد به و ألّا أشرك فيه معي غيري؛ غير ذلك هي تكاليف ما ارتبطت بذلك المقام، و للّٰه جنود و مُلوك موكّلون، رفيعوا الدرجات، منزّهون لا يعصون لنا أمرا في فسيح ملكوته.
.....
Comments
Post a Comment