الشلوح، نحبهم و نعتبرهم من أرحامنا، سمّوا كذلك نسبة لشالح الذي هو من أسلافنا نحن العرب القحطانية و هو من آباء نبي اللّه هود "والده أو جده أو عمه أو خاله".
كان شالح وجيها في القرون الأولى و ربّما كان هو نفسه نبي الله صالح إذا صحّ ظني، فشالح لسان سامي من صالح.
نقدّر نسب قبائل كتامة و صنهاجة و نعتبر كذلك هم من أرحامنا لأنهم يعربيون ممن وفدوا إلى شآام أفريقيا مع فاتح يمني فظلوا هنا و مال لسانهم إلى لسان أحفاد شالح.
كذلك نقدر و نحترم نسب القبائل البربرية ذات الأصول الكنعانية و إن كان من أسلافهم نمرود و جالوت، إلّا أنّنا نعتبر كلّ شجرة من الأنساب شجرة مباركة، إذا ما فسدت ثمارها و نخر عودها و تعفنت جذورها في مكان ما، قد تجد لها بذورا في مكان آخر صلح زرعها و سقيها فأعطت أشجارها ذات ظلال و ثمار سليمة، إلّا الغرقد الذي هو عندنا اليوم عديل الأوطان بالمنظور البابلي الحديث.
عندنا في منطقة ورديغة أسطورة تروى، مفادها أنّ رجلا يدعى ورديغ ولد له ابنان، سمّى الأول "البحر الكبير" و الثاني "البحر صغير" و منهما تفرّعت قبائل ولاد بحر لكبير و ولاد بحر صّغير. لكن هي مجرد أسطورة لتوطيد أواصل الجورة بين قبائل مختلفة الأنساب وفدت على المنطقة في حقبة ما أو حقب متفرقة و اضطرت لتكوين حلف فيما بينها لدرء التهديدات و الأخطار المحيطة بها، فالتحقيق في أنساب تلك القبائل يقودنا إلى معرفة أن بعضها خزرجي و البعض الآخر إدريسي أو علوي فيلالي من بني هاشم و ربّما البعض منها أو بعض العوائل المنتسبة إليها هي مذحجية و أخرى من هوزان.
كذلك الحال بالنسبة لمازغ الذي ينسب البربر نفسهم إليه، أسطورة لتوطيد الحلف بين قبائل مختلفة الأعراف جمعتها عوامل الهجرة على مرور الحقب في نطاق جغرافي واحد.
لا ملامة على البربر الذين يقرّون بتلك الهجرات و بأنسابهم التي تختلف من قبيلة إلى أخرى، لا مذمّة في تسمية "بربر" كإثنية و ثراث حضاري امتد على مرور التاريخ و إنّ من أحبّ الحضارات إلى قلبي تلك التي اهتمت بالعمران المعنوي أكثر من انشغالها بالعمارة و التشييد الزخرفي التبرجي.
لا بأس كذلك بأسطورة كانت تروى للناشئة من أجل تثبيت بعض القيم و المفاهيم و من أجل أخذ العبر، إلّا أنّ الصواب هو عدم طمس الحقيقة.
طمس الحقائق جعلنا اليوم أمام أمر مَقيت جدا، قومجيون أمازيغ يحاولون طمس هوية و اختلاق هوية واهية غيرها من العدَم، كيف ينزعجون من نعتنا لهم ب "الشلوح" و يعتبرون ذلك إهانة و مذمة و هو شرف لهم الإنتساب إلى سلفنا "شالح" و يوثرون الوهم.
الأمر واضح، نصبر على أمثالهم فقط لأنّنا نعلم أنهم فقط فئة تعلمنت أو آثرت الإلحاد و الطعن في قيم الدين و في الأنساب، إذا كاونوا ينسبون أنفسهم إلى الحن و البن أو الهومسابينز أو أيّ من تلك الترّهات ، فغيرهم من البربر نجد عندهم قيما و فضائل كثيرة و هم من أفقه الناس بالدين و الأنساب و اللسان العربي الفصيح و شتّى أنواع العلوم المادية و الإنسانية و الروحية، و لا نجد مذمة في نعت البربر و في نسبتهم إلى شالح عليه السلام؛ بل كلّ المذمّة فيها يدّعون.
فليعلموا أنّ مثلي إذا أراد ذمّهم أو تعييرهم ناداهم أمازيغ و الزاي في لسان من ألسنتنا "سين" و الغين "خاء" .
و الاعتزاز بهم أن نناديهم "بربر" لنقرن أمجادهم بمجد أسلافنا التبابعة و خاصة منهم الفاتح "أفرييق" و الشرف كل الشرف أن نعتبرهم من أرحامنا فننسبهم لسلفنا "شالح".
قبل أي تحصيل علمي،خير لإخوتنا الشلوح أن يعلموا أبناءهم اللسان العربي الفصيح، إنّه بليغ، حاله كحال غيره من الألسنة السامية التي تنزل بها الوحي من عند الله على أنبيائه و أوليائه ، و لنفرغ من هذه الترهات الإثنية هنا ببلاد شمال أفريقا و التي هي
Western
Arabia
Comments
Post a Comment