باسم اللّٰه
يا روعي مالك لا تستقر وا نجواي يا طيبة أما ارتج عنك المنافقون يا طيبتاه أم أنهم ارتجّوا فصرت خرابا خلاءٰ أقفرا أما لبث بك أحد بعد الرج أما فنى لا بل فنى مات يونس و انتهى و حلّ بداله طه الجهجاه فحيي من حيي ممّن كانوا كماه في حقب غابرة ما فرقنا إنك ثابتة يا حِكمتاه و الأمر يتعاقب كما في الماضي أمورا تترى لكنه اليوم تعاقب أوامر يتلو بعضها البعض كالأيام التصقت كالسنين ارتبطت سراعا هو شأن اللّه اليوم و نحن عليه عاملون به و معه نطوف إذا استقر قرّ و إذا احترنا حار الفؤاد حيرة و حار الأمر حورا
كأني ولدت من رحم الفلك أو كأن الفلك ولد من رحم حورائي
و قد قدر اللّه و ما شاء فعل قال اعتزل فاعتزلنا قال عرفك طه هو العرف الأوحد ودّ من ودّ و كره من كره لا تلن لا تطع مالي الخيرة في أمري إذا أمرت أن أتلذذ بما دبّب ثم اخترق أحشائي أو أن أعشق جوفاء جوفي و حوراء حوري و إن طال يوم الجفاء ربّ عطشان ارتوى بحبّ اللّه و كفى
ما قولهم في المقام الطيني أ فلا يعقلون أ انتقص من وحي اللّه قدره لمّا أنزل على أنبياء اللّه الّذين خلقوا من طين و أمر اللّه إذا لم يبلغكم من طينه أفكنتم لتعقلوه و تتدبروه لتتصرفوا به في أمور دنياكم إنما هي مهامّ و تكاليف سنّها اللّٰه لأوليائه و الرّسل فلما تنحشرون مفاضلة بين مقام هذا و ذاك و بين كتاب لرسول و آخر لغيره كلّ ثمار السّدرة أبناء الكتاب من مشكاة واحدة انبعثوا أنوارا فلمّا أتوكم على هيئة طين رأيتكم تحتقرونهم و تستوضعون رأيتكم تتمنّون عليهم ما لا يحقّ لكم من الأماني و تشترطون الشّروط إنّي أكاد أراكم و قد عدفتكم الأراضين و السماء أنتم هنا شتّى و نحن هنالك في عليين واحد أوحد طاعة للّه الواحد الأحد حبك متين مترابط من أنواره المباركة إنما تعددت الأسماء لتفيض عليكم المعاني تفصيلا و تبيانا لتددبّروه لعلّكم تعقلون فتجلّى للمبصر الأصمّ فخرّ هذا الأخير لحكمة جعلها اللّه فيه و لمّا تجلّى للسّامع الأرعن لم يبالي و مضى متنطّعا
إنّ للحجارة أفئدة ليس لكم كمثلها و للدّوابّ أصول ليس لكم كهديها و للطّير صولات لا نظير لها
إذا لم ينبغي ذلك لا يعني أنه لم و لن يحق أو أنه حرّم أو أنّه لم و لن يتحقق ليكون كما أنّه إذا لم يتحقق أمر في حياة المخلوق ذاك لا يعني أنه لم ينبغي له
و هِي قد لا تُدرك مَقام بعلِها لكنّها ستُدرك مُقامَه بجاه اللّٰه السّميع العليم لتأتوي و ترتوي من دفقه و بما جاد اللّه به عليهما من فيضه لتكتوي الأعداء غيظا
ليلة ٢٧ رمضان ١٤٤٤ / ١٨ أبريل ٢٠٢٢
Comments
Post a Comment