باسم اللّٰه
في يوم من أيام رمضان ١٤٤٤ رأيت في منامي كأني ذاهب إلى الثانوية High School
التي كنت قد درست بها سابقا في الواقع، و اسمها ابن ياسين
كنت قاصدا إياها بشوق و تعطش كأن الحنين للماضي كان يجرفني إليها أثناء الرؤيا أو كأني كنت أسعى لتبليغ أمر ما هنالك أو لتأدية إحدى المهام الجليلة
كنت كلّما استوقفني أحدهم في الطريق أثناء الرؤيا أجبته مسرعا بما مفاده أني على عجلة من أمري و ليس لدي وقت لإضاعته كوني ذاهب إلى
Lycée
بالاصطلاح الفرنسي المشتق من اللاتينية
Lyceum
أو الإغريقية
Lukeon
و كنت أقول أيضا ابن ياسين
.
فجأة مررت بمكان به حشود من الشباب و قلت مع نفسي... تبا إنها الجامعة و هؤلاء شبيبة و نشطاء من أصحاب الإزمات و التيارات الإديولوجية عندهم إحدى التظاهرات السياسية و سوف يزعجونني بهتافاتهم و شعاراتهم الواهية التي لا نفع فيها و سوف يعيقون طريقي لكثرتهم
.
فجأة اختفت غوغاءهم و رأيت شابات على يميني مصطفات بتنظيم عسكري و ترتدين النقاب و أثوابا طويلة لكنها ليست جلابب أو عبايات كالتي ترتديها النساء في السلم بل إنها كأزياء الحرب عند العرب في قديم الزمان و كن ترتدين فوقها شيئا على صدورهن كالأدرعة أو كالقماش المتين و أحذية عسكرية
.
كنت ماض وسط الطريق و كنّ أثناء مروري تقمن بحركات منظمة كالّتي يقوم بها الجنود أثناء مرور الزعماء في المحافل الرسمية و كان بجانبي شخص أغلب الظن أنها امرأة و قالت لي ما مفاده
لماذا جزعت في بادئ الأمر إنهنّ قد اصطففن هنا من أجل تحيّتك
أبهرني المنظر و أجللته في نفسي و قدّرت موقفهنّ و طاب به خاطري و كان نصفهن يلبس ثيابا خضرا و معهن راية خضراء
و النصف الآخر كنّ بثياب سود و راية سوداء على كلتي الرايتين مكتوب
لا إلٰه إلّا اللّٰه محمد رسول اللّٰه
مع ذلك لم أتوقف كثيرا بل أكملت طريقي لأني كنت أشعر أني لن أنال مقصدي إلاّ ببلوغ الثانوية ابن ياسين
Lycée High School
فاصل موسيقي
و أنا في الطريق دخلت مكانا كأنه بهو أو غرفة بأحد البيوت الإسمنتية لكنها منفتحة على الخارج من خلال أبواب و نوافذ كبيرة و مفرهة، فجأة تعثرت برجل كان منكبا على الأرض، و حين نظرت إليه وجدت أنه أحد أصدقاء الطفولة في الواقع و الذي كنت أعرفه قبل مرحلة الثانوية
لا أدري كيف أن هذا الشخص ظهر في الرؤيا و أنا لم ألتقيه منذ عدة أعوام حتى أنني و إلى يومي هذا لا أذكر اسمه الشخصي بل فقط كنيته و قد كان يكنى
نوري
فاصل موسيقي
قعدنا أنا و هو نمرح و نلعب كأننا في أيام الإبتدائي و الإعدادي و كنت أثناء ذلك أيضا كأني أحدثه و هو كذلك يحدثني و يعلمني أمورا لم أكن أعلمها، فجأة تذكرت مقصدي و أني ذاهب إلى الثانوية و شعرت كأنني نسيت الطريق المؤدي إليها فقلت له
خاصني نمشي قبلما نتلف على الطريق ديال
Lycée
فأجابني بأن لا أخاف و أنه و من معه سوف يرشدونني نحو الطريق حين نفرغ
كنت بعد ذلك أحاول التملص و الإستئذان من أجل الذهاب لكنه كان يصر على بقائي معه كحال الطفل الذي يزوره أحد أصدقائه بالبيت فيصر عليه من أجل إمضاء مزيد من الوقت في المرح و اللّعب
و لمّا اقترب مغرب الشمس حان موعد الفراق فأوفى بوعده و أرشدني و من معه إلى الطريق
فمشيت في طريق كأنها بالأرياف و ليست طريق الثانوية التي درست بها في الواقع و لما شعرت أني بلغت مقصدي لم أجد نفسي أمام بناية كهيئة الثانوية التي يعرفها الناس بل أني بلغت مكانا فسيحا به عديد من التلال الخضراء و لما نظرت إلى السماء رأيت مشهدا مهيبا
رأيتها ظلمة و قد امتلأت بعدد لا متناهي من المخلوقات النورانية المجنحة و كانت تشع بأنوار بيضاء وهاجة و معها أيضا عدد هائل من الأجسام الشفافة كأنها مصابيح أو نجوم أو كواكب و كانت تتلألأ بألوان متنوعة غير الأبيض و كانت ذات نور خافت مقارنة بتلك المخلوقات المجنحة التي كانت تسطع من شدة النور فيها و التي وقع في روعي أنها ملائكة
*****
*****
Comments
Post a Comment