حصان تروادة من السماء
A TROJAN HORSE FROM HEAVEN
مدخل أو الجزء الأول
باسم الله
رابط موسيقي
كنت منهكا يوم السبت الخامس و العشرين من فبراير سنة ثلاثة و عشرين و ألفين، خلدت للنوم حوالي الساعة السابعة مساء و استيقظت في حدود الحادية عشرة ليلا.
قبل أن أستيقظ بفترة لا أستطيع تحديد مداها، كنت قد شعرت بألم شديد في الجانب الأيمن من بطني، كأن أحشائي بدأت تتمزق، لا أدري، كأن كليتي جفت إلى حد اليبس أو أن كبدي أوشك أن ينفجر أو أن أمعائي تمددت بقوة و ستتفكك لتتناثر داخل جوفي.
كأني حينها استحضرت في نفسي حب البقاء و ما بعاتقي من تكاليف ثم أنفت و حدثت نفسي بما مفاده
"فليتوفني الله إذن، فلأمت، لما كل هذا الحرس على الحياة، ما نفعي في هذه الدنيا و أنا الذي تهاونت كثيرا في أمر اللّه و كنت مقصرا في طاعته و ما تقدمت ما يكفي من خطوات في أمره الذي وكل إلي، إن كان صلاح العباد في بقائي و فلاحي فسأعتذر لربي ليقيلني و ليحترق هذا العالم بنار غضب الرب و ليذهب الجميع إلى الجحيم إنسا و جانا، قد أرهقوني و هم الذين يتبعون أهواءهم و يتمنون على اللّه الأماني"
كنت حينها بين المنام و اليقظة إذ بي سمعت ملكا خاطبني قائلا
"انظر إليها و ستشفى"
فنظرت و ما نظرت، بل أبصرت، رأيت زوجي التي أوجعني فراقها بوجه وضيء و فستان مزين برسوم على شكل أزهار،واقفة بشموخ و هي تنظر إلى أعلى، كأنها تتطلع إلى السماء أو إلى قمة جبل شاهق، استطبت المشهد، شعرت كأنها تدعو اللّه من أجلي و أن آمالها تتجدد في كل حين و أنها لم تقنط من رحمة الله، قرأت في ملامحها التصميم و التفاؤل و الثبات و بأنها على يقين بلقائي في يوم من الأيام لنعيش معا كما يرضى الله و كما وعد بود و وئام.
فجأة زال ذلك الوجع الشديد و واصلت النوم بعد ذلك المشهد الجليل في عتمة دون أن أرى شيئا، إلى أن استيقظت جائعا و عطشانا.
كأن بيت القصيد من ذلك المشهد و من قول الملك قبله أن إذا كنت لا ترغب في الحياة من أجل أي من الناس، عش إذن من أجلها هي لا تزال على العهد ما زالت تعيش على ذكراك و لم تتخلى عنك.
لكن، أتدرون ما الأصل فيما حدثت به نفسي، إنها قصة عجيبة تعود بجذورها إلى مقتبل أيام شبابي و تمتد حتى عامي هذا؛
لكن وجب أن أعود بكم إلى أيام الطفولة قبل أن أكشف عن الجذور؛ إلى البذرة الأولى و بما خصبت التربة ... يتبع
Comments
Post a Comment