باسم اللّه
قصيدة/مزمار
لالات الشّام
قسم الملَكة
سألني الشوق حيرانا و قال لي
عجبا أما غالبتك في شأن الحبيبة
لما لم تلن لمشيئة القوم فيكما
هم ما أرادوكما بضر و لا بسيئة
بل مثالا للتحرر يحتدى بكما
و للحداثة فتنعما بحياة بهيجة
و رغد و بما حسن من أوصافكما
لو طاوعتماهم لكنتما في الطليعة
أنت الذي بما وهبت من نظم و ما
أحطت به من رابّ و فنون حضارية
لو أنك تشدو أنغاما للراقصات و ما
يستهوي أصحاب الأماني السخيفة
لاستغنيت و حضيت بالفاتنات كما
الملوك و أقمت بالبيوت الفسيحة
و تغنى بالوطن لتصير مقدما
في قومك فينعتوك بالفضيلة
أما شوقتك لترف النجوم و ما
أوتوا من مراكب و قصور بديعة
تمنيت الشهرة و أنت كفء لها
أ الآن تعرض عن سبل العالمية
فلما التعنت و في السياسة لك
فطنة و بما عندك من كريزمة
و طيب لسان و بديهة لو أنك
أقحمت في السجالات الحزبية
إذن لرفعت فوق الرؤوس لولا أنك
عنيد ما استطبت أي إديولوجية
......
اسمع يا شوق و في بادئ أمرنا
لا دخل لك و لا للأصحاب الرذل
في شأننا أنا و الحبيبة و ما
صبانا من عشق و أمر جلل
أ غرّ أنت لا بل متآمر لذا
تهوي علي بجنازير العذل
أ بوق أنت للطاغوت عاكف على
بابها كالساسة و الفنانين الهمل
هملوا أمر الله فأهملهم و ألهم
هم الفجور و ما من مال ململم
يغنيهم من العذاب و الهون لما
علو و بثوا في نفوس السذج
إسمع يا شوق إني لراض بما
قسم الله و بالقضاء المنزل
و إن كان ذِكري بينهم خاملا
سل السماء فأنا صفي النزه
وا غربتاه يا خالقي بين الورى
وا وحشتاه بين قطعان الفسق
كتبي قلائد في السما و ما
لي في حفل أو محفل كعل
لا عهد للقوم عند الله إنما
عقدوا مع المراجيم الخنس
***
قسم التنزيل
🕙#1
باسم الله حدثني
الروح الأمين و قال لي
🕙#2
اسمع لالات الشام و أحبها
كما أحبها جميع الأنبياءْ
أعرض عن معازف قومك إنها
و إنهم للفحش و الذياتة أبواقْ
هم عتمة و ضلالة نجس الخبا
أنت يا من وهبت خمسة أنوارْ
راقب سماهم و ارتقب يا خنجر
الخزرج غرس أزاف في خاسر الأنّامّْ
اكتب إليهم إن لي وعد و ما
ني لرضاكم ساع منكم تبرأ الأسلافْ
*****
هوامش
مواقيت
🕙#1
🕙#2
شروح
الذياتة
لم أوتى تبيانها بعد و إن كانت تبدو من خلال السياق أن معناها مبني على دلالة الدياثة
لعله مصطلح جديد أو أنه مصطلح قديم قد اندثر و اختفى من المعاجم فما عاد متداولا إذ أنني بحث عنه أو عن أصل له في اللغة لأبني عليه في شرحه لكنني لم أجد
و أنا أتدبر الكلمة استحضرت قول اللّه تعالى
لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي
نجس الخبا
دلالة على ما يقترفون من فواحش و منكرات و كذلك ما يدبر بعضهم من مكائد لبث السموم الفكرية و نشر الفساد بين العباد و من مؤامرات نصرة لإبليس و إخضاعا و إذلالا للعباد و ذلك بعد إطفاء الأنوار و إخماد النيران في مخابئهم سواء كانت شققا أو قصورا أو مساكنا نائية أو خياما بالصحاري أو الجبال أو الغابات
خاسر الأنّامّ
الأنّامّ مصطلح كنت قد تعرفت عليه و أوتيت تبيانه في سياقه لما تنزل في جمادى الآخرة إذ ورد ذكره في نص العمود الرابع من أعمدة النور
و كنت قد استبينت من نور مزمار لالات الشام بعد نزوله عبارة
لتغرسن أزافا في خاصرة الأنّامّ
لكنها تنزّلت خاسر دلالة على من خسروا دينهم و دنياهم لما اتبعوا هدي ذلك الذي يعلو على الأَنَامِ إنسا و جِنّا بالسحر و الجور و الإغواء و الإبتزاز و النميمة و بشتى الأساليب الذميمة و خاصة أولئك الذين هم أبواق و جند للأنّامّ أتباعه و مريدوه المدللون الذين أغواهم بالأموال الوفيرة و البدخ و شتى أنواع الملذات و بالتالي أخذت العبارة حين تنزلت معنى أدق و أعمق و أكثر بيانا من مجرد مجاز نرمز له بخنجر مسموم يغرس في خاصرة شخص ما و هو التعبير الذي كنت سأقتصر عليه إذا كان الله قد وكلني بتأليف ما استبينته من نور هذا المزمار
عودة إلى الذياتة
من ذات يذوت ذيوت و ذيات
وردت في هذا السياق في محل الدياثة و على وزنها لتجذب القارئ أو المستمع من خلال معنى الدياثة إلى ما هو أشمل و أفتك بالأخلاق و كرامة المؤمن و هي كلمات و حركات ظاهرها نضج إذ يدّعي أصحابها السمو و التقدم و أنّهم مسالمون و منفتحون متحررون بينما في حقيقة الأمر الذيّات الذي يروج للذياتة على منابر للعامة و الذيّوت الذي يطبقها و يتبناها في حياته الخاصة يبطنان انحطاطا فالذياتة انحلال و فساد عظيم و الأمرّ أنها مسخرة من أجل جرح كرامة المحبين الغيورين المخلصين و تحطيم نفسياتهم أو لإجبارهم على تقبل تعاليم الطاغوت و نهجه في ما يخص العلاقات الأسرية و خاصة بين الذكر و الأنثى في كنف كيانات تسمى حداثية و تحررية
و من مظاهرها العامة خطابات و أعمال فنية موجهة لإفساد القلوب و محو القيم التي تصون كرامة المؤمن و المؤمنة و التي تضمن سلامة الناشئة الأخلاقية و النفسية و استقرار العلاقة بين الزّوج و زوجه
أما تطبيقاتها في خاصة كل فرد تتجلى في حركات كالعناق و القبلات و ملامسات و كلمات تغزل معسولة بين الذكور و الإناث في الشوارع أو المقاهي أو البيوت أو أماكن العمل و بعضها يوثق بصور يتم نشرها ليراءوا بها المحب الصادق العفيف و الغيور ليدمّروا فؤاده و ليجرحوا شعوره أو ليفسدوا حاله و ليجبروه على تبني نمطهم ذلك و مفاهيمهم و من الذياتة أيضا تعليقات متبادلة بين الذكور و الإناث على مواقع التواصل الإلكترونية ظاهرها كلمات رقيقة و قلوب و ورود و قبل مرسومة و باطنها دنس و نتانة و تمييع و إفساد لحال المؤمنين و قهر للمحبين الغيورين من أهل العفة و البرازة و هي خطيئة تفشت في أبناء هذا العصر دون غيرهم من الأمم التي خلت و ليؤخذنّ بها أخذ عزيز مقتدر لأنها تفسد ما فطر الله عليه آدم و حواء عليهما السلام كما أنهم سيؤخذون بما تفشى فيهم من خطيئة قوم لوط و بما استحلوا من الزنا على منهاج الشعوب الفاسدة التي سبقتهم في التاريخ و إنه لعذاب دنيوي شديد سيشمل أصحاب الذياتة و غيرهم ممن تبنوا مفسدات يتوهّمون أنّها أمور هينة عند الله تتماشى مع الطبيعة البشرية و قيم التسامح و الإنسانية و لكنها من المهلكات و الذنوب العظيمة التي تجلب غضب اللّه و مقته
هؤلاء اللذين يطلقون على أنفسهم أوصافا براقة فيسمون أنفسهم أرواحا جميلة و حداثيين و متحررين و مسالمين يسعون لنشر السلام و التسامح و نبذ الأحقاد و الضغائن بين أفراد المجتمع من خلال حركات و عبارات كتلك التي تنم عن الذياتة هم ليسوا في الحقيقة سوى دمى مزينة و مزركشة تتصنع البراءة و حب الخير للخلق هم دمى في أيدي دمى في أيدي دمى في أيدي أولياء الطاغوت مُسخرة من أجل الخداع و كسب التعاطف و قتل القيم و مكارم الأخلاق و الضوابط التي ينبني عليها كيان المؤمنين المحبين المخلصين لوجه اللّه العلي القدير لألّا تقوم قائمة لأهل اللّه الأعفاء الطهورين المجاهدين الصادقين
خلاصة القول
إن مظاهر الذياتة تلك أثارت مقت و استياء كل من في قلبه مثقال ذرة من خير و إيمان سواء كان محمديا أو نصرانيا أو يهوديا أو أيا كانت ملته لا بل تسببت للعديد منهم في أزمات نفسية و عاطفية أثرت على مردودهم و اتزانهم فاللّه وليّنا و وليّهم و هو سريع الحساب
Comments
Post a Comment