من أدب المؤمن مع ربّه أن يرُدَّ الفضل للّه أوّلا ثمّ للعباد كأن يقول بقلب صادق هذا من فضل اللّه أو بِفَضل اللّه نلتُ مُرادي ثُمّ بِفضل فلان و ألّا يستعمل بينهما واو العَطف.
من الأدب أيضا أن يتوكّل المرء على اللّه و أن يرُدّ العلم و المشيئة له و أن لا ينسِبَهما لنفسه، أن لا يرجو قضاء حاجاته إلّا من اللّه و أن لاينسب تفوّقه و نجاحه لقُدراتِه الذّهنية أو الجَسدية لأنّ اللّه هو من منحَه القوّة و الفِطنة و الذّكاء و إن شاء سلبَها مِنه.
و أخيرا لا يفرَحَنّ امرئٌ بما آتاه اللّه فرَحا يميل به للغرور و الفخر، فاللّه لا يُحبّ الفرحين و لا يُحبّ كلّ مُختال فخور.
كذلك قبل الدُّعاء وجبَ تمجيد الرّبّ و تعظيمه و مُناداته بأسمائه الحسنى الأقرَب في دلالتها لحاجَة الرّائي الّتي يرجو من اللّه قضاءها و بالنّسبة للمسلم، خير له أن يصلّي و يُسلّم على رسول اللّه بعد كلّ دُعاء.
تلك أخلاقيات تؤطّر علاقة المؤمن و مُمارساته العَمودية، قد تستنبطها من خلال النّصوص الدّينية كالقرآن الكريم و الأحاديث النبويّة الشريفة، لكن المتصوّفة من مُختلف المذاهب و الملل يستطيعون إدراك كُنهها و مغزاها من خلال التأمّل و تدَبُّر الآيات و الإختلاء بأنفسهم في حضرة الإلٰه و هي من علامات و مَقاصد السّموّ بالرّوح.
أمّا الأخلاقيات المرتبطة بعلاقات الإنسان الأُفُقية كأن لا تغشّ و لا تسرق قد يعيها الفيلسوف و يدرك كُنهَها و الغاية منها فقط من خلال العقل و التأمّل الظّاهري دون الحاجة إلى حكمة بليغة أو وحي أو إطّلاع على العُلوم الرّوحية.
Comments
Post a Comment