Skip to main content

Posts

Showing posts from November, 2021

كضَيْفِ إبراهيم (تأمُّلات صوفية في العشق و الرّوح و الوِجدان)

  لا بُدّ أن أتلاشى كالملح في الماء أو كالدُّخان في السماء لِأغيب عن أنظار الكثير من النّاس و أختفي من حياتهم لعلّي أستقرّ في وِجدان محبوبي و أصير كلّ وجُوده لكن أخشى إن تلاشيتُ أن لا يكاد يُبصِرني، مثله مِثلَ البَقِيّة و أن لا يَجِدَني حتّى في قرارة نفسه و كأنّني مخلوق أثيرِيّ! يؤمن البعض بوُجودي دون أن يَرَاني و البعض الآخر يجحد بي لأنّهم لم يستصيغوا أفكاري أو أنّ ذبذباتي لم تصِلهم أو لأنّني لم أتمثّل أمامهم جسدا ملموسا و كأنّني ضَيفُ إبراهيم، قُدِّمَ لهُم الطّعام فإذا بِأَيديهم لا تَصِلُ إلَيه ، ارْتَاع إبراهيم و ضَحِكَت زَوجَتُه سارَه، بَشَّرُوهُما بمولود اسمه إسحاق على كِبرهما ثُمّ رحلوا حاملين نُذُرَ العذابِ لِقَوم آخرين ما يَسري عليّ يَسري أيضا على حبيبي، كِلانا كضيفِ إبراهيم، يُقدِّم كلٌّ منّا تِرياقَ المحبّة للآخر لكنّه لا يلمسه، لا يستطيع تجَرُّعه و الإستشفاء به و كأنّنا طَيفان أو روحان بلا جسد لا يقدر أحدنا على زيارة الآخر أو أن يُزارَ إلّا في الخيال أثناء اليقظة و في الأحلام أثناء النّوم، الأبْدانُ مُقيّدة و الأرواح تُحلّق عاليا في السّماء، حُرّة تطوف بين الدِّيار، إذا...

إن كُنتُم للرّؤيا تعبرون (الجزء٢)

بعض الرؤى تخبرك عن أخطائك في الماضي البعيد أو القريب، بعضها تحذرك من اتخاذ بعض الخطوات و أخرى ترشدك إلى النّهج القَويم و التّدبير السّليم لتحقيق ما تصبو إليه، بعضها أحلامٌ تعكس فقط حالتك النفسية أو ما يدور في خاطرك من مخاوف و متمنّيات، البعض منها يحمل تحذيرا أو بشائر بخصوص أمور انتظرتها طويلا و سوف تتحقق بعد أشهر أو بعد سنوات لكن ماذا عن تلك الرّؤى المباشرة أو الّتي تحتمل وجها أو وجهين فقط للتّأويل و الّتي تتحقّق و يثبت صدقها مباشرة بعد استيقاظك من النّوم أو في أجل أقصاه يومان أو ثلاثة أيّام، تلك بمثابة شاهد على صدق باقي الرؤى المعقّدة و المُؤجّل تحقيقها،  وقوعها بتلك السّرعة دليل أيضا على رموز أخرى و بشائر تحملها هي نفسُها يجب على الرّائي أن يصبر و يُثَابر و أن يجتهد في التقرُّب من اللّه عزّ و جلّ حتّى تتحقّق بعد فترة من الزّمن عاد بي الزّمن إلى صيف 2008 حين رأيت في إحدى اللّيالي و أنا نائم فتاة رمَت بنفسها من الطّابق العلوي من أجل الإنتحار لكنّني رميت بجزء من جسدي مانعا إيّاها من الإصطدام بالأرض لكي لا تتأذّى، حينها فقدتِ الوعي ثمّ ذَهبتُ باحثا في سيّارة أبي عن شيء يُساعدها على ا...