أبو عابر
قال الله تعالى :
" وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا" صدق الله العظيم.
هذه الآية من سورة النساء كانت مُقدِّمة خطبة الجمعة ٢٧ غشت ٢٠٢١ بأحد المساجد ، فتمعّنتُها محاولا أن أجد الإجابة لتساؤل حيّرني منذ أن بلغت الحلم؛ لماذا بعض الأشخاص حولنا يدينون بديننا و يتكلّمون لغتنا لا يكتفون باتّباع الشّهوات و الزِّنا في حياتهم الخاصّة، بل يُصرُّون على أن يتّبع غيرهم ذلك السّبيل و ينزعجون إذا خالف أحد الأفراد في محيطهم قواعدهم تلك؟ مُدّعين أنّهم حزينون من أجله لأنّه يحرم نفسه من ملذّات الحياة.
بعد أن تأمّلت مليّا في تلك الآية الكريمة و آيات أخرى و في قصص التّاريخ و كذلك في الواقع المعاش، فهمت أنّ تلك سُنّة من سنن اللّه في خلقه، ذلك الصّنف من البشر وُجد منذ القِدم، لا يهنأ لهم بال إلّا أن تسود الفاحشة في مُحيطهم و إذا وجدوا لهم أبواقا يُسمعون بها صوتهم، أثّروا بها و استخدموها لينشروا ذلك على أوسع نطاق و لن يُثنيهم شيء سوى أن يتوبوا و يُصلحوا ما في أنفسهم أو أن يملأ التُّراب أفواههم.
إذا لم تكن مثلهم و غير مقتنع بأهوائهم، لا يَسَعُك سوى أن تبتعد عنهم ما استطعت أو أن تفرض عليهم خُلقك و قناعاتك و مبادئك و أن لا تضعف أمام إرادتهم، ما دامت حرِّيّتُك في عِفّتك و إخلاصِك و مادامت تلك هي رغبتك الصّريحة، تمتّع بها إلى أقصى حدّ و لا تُطِعهم.
Comments
Post a Comment