***هذا الحوار خياليّ مُستَوحى من الواقع***
لمّا تلاقينا اختلطت الأحاسيس، تاهت الكلمات و ساد الصّمت
لوهلة... ثمّ قالت
أهلا... أاا... أنا... ممم... أريد... أاا
فقاطعتها قائلا
تمهّلي... خذي نفَسا عميقا... لا تخافي... لستُ ألومُكِ على شيء... عبّري عن نفسك و قولي بماذا تشعُرين... لم أعُد على ذاك الحال الّذي كنتُ عليه حين عرَفتِني قبل أكثر من عشر سنين... لم أعُد عصبيّا و متوتّرا أغضَب من لا شيء... أنا سامحتُك، إذا كان هذا سيُريحك... أنا المَلُوم و ليس أنتِ... لأنّني حينها كنت أخجلُ مِن حقيقتي... من كوني أحببتك بصدق... أحببتِني في مقتبل العمر و بحثتي عنّي بلَوعة... لكنّني غَيَّبتُ نفسي... و ضعُفَت إرادتي أمام من يعتبرون الإخلاص في الحُبّ منقصة لا تليق بالرّجال و شيئا من الماضي عفا عليه الدَّهر... آثَرتُ أن أظَلّ وحيدا... لا معكِ و لا معَ غَيرِك... لأنّني لم أكن مُقتنعا بما يُملُون عليَّ... و في نفس الوقت... لم أكُن واثقا من نفسي... عوض أن تُزهِري بين يديّ... كنتُ أخشى ألّا أستطيع احتواء مخاوفك و همومك... و أن تذبُلي و يصيبك الأسى و أنت معي... بسبب رعونتي و طبعي المُتقلّب آنذاك
فردّت عليّ قائلة
ْقرأت أبيات شِعرك... شعرت أنّك صادق حين عبّرتَ فيها بلُغَتَي المشرق و المغرب عن شوقك الكبير لي وعن رغبتك الجامحة في وصالي... لكنّني لم ألمس ذلك منك ...أنت لست مشتاقا لي حقّا و إلّا كنت قد أتيت إليّ أو سألت عن أخباري... أنت لم تتّصل بي حتّى... لتسمع كلامي... لست مشتاقا لنَبَرات صوتي
فأجبْتُها
لا ليس كذلك... و ليس تكبُّرا أو عزّة نفس... بل هي الحسرة والنّدم على ما فات... حين كنتُ تائها و منهار النَّفسيَّة ...حين عاندتُ قلبي الّذي فُطِر على عِشقِك... لم أتّصل لأنّني أخجل ممّا بَدَرَ منّي في الماضي.... أخجل من نفسي... من مشاعري اتِّجاهَك... كَونِي حاولت وَأدَها في أيّام قد خَلَت... لكنّها أَبَتْ إلّا أن تخترق تُربتي بجذورها... و أن تعلو بفُروعها حتّى لامسَت نجوم سمائك... كيف أنظر إلى عينيك؟... تلك العينان اللّتان تركتُهما هائمتين في يوم من الأيّام... تتساءلان و لا تَجِدان ردّا... كيف أُسمِعُك صوتي... ربّما كان ذكرى أليمة لا ترغبين في استرجاعها... لا... لم أستطع فعل ذلك...
إلى آخر الحكاية...
Comments
Post a Comment