مُدِّي حبال الوصل ولا تتكبّري
ما الكبرياء مانعي عنك بل أعوام
عُنوانُها البِعاد تجرّعت فيها خيبَتي
راحت و طويتها فظلّت منها آلامُ
شجون صارت حواجزَ أَبَت أن تنطوي
أيا سجون نفسي أما هدّتك الأيّام
ألم يُنصِف قاضي الشّوق في مُحاكمتِي
أم هل شُلّ لساني و انتهى الكلام
أجهلُ مكانتي عندك فتزداد حيرتي
لينطفئ صوتي و يحلّ الظّلام
ِهممت طارقا سمعك بودّ و رِقّة
لكن خشيت إعراضك فخرست الأنغام
لست زِيرا تُميله الأهواء و صبابتي
لا تعرفُ غير قِبلتِكُم و لو طال الصّيام
أفلا تعذرين انطوائي و سنين وحدتي
و رهبتي من وصلكم بعد أن طال الفِصام
أغِرٌّ أنا إذ لا ألهو بالقلوب أم مُتّقِ
لا أعزف على وتَرٍ إلّا أن تصدُق الأنغام
أيشفع لي إخلاصي أم أنّ عِلّتي
صَمتي و كان في شرعكم هذا حرام
ِما لي عند النّواعم من غاية
و لا في سوقهنّ لي حِليّ أو أنعام
تلك تجارة ليست مجال خبرتي
لكن لروحي توأم هي العشق و الغرام
هي الضِّياء لها أشعاري و مُهجَتي
لها صَبوتي، هي الحقيقة و الأحلام
مُدِّي حبال الوصل و لا تتوجّسي
لك عندي حِفظُ السِّرّ و الأمن و السّلام
لينٌ و رِفق و حنانٌ أمّا قسوتي
مع الأَغيار إذا تعدّوا عليها لا أُلام
رغم طيشي، في الماضي لمّا أغضبتني
لم أذكرك بسوء و لم يستطع نمّام
أن يُنطِقني و لمّا أساؤوا في حضرتي
لمَقامكُم جُننت وشهِدت الأقوام
على حسرَتي و زلزالٍ هزّ نفسيتي
و الآن لي صحوة يشهدها الكِرام
إعتَني و أخلصي و صوني كرامتي
ُأكُن دَعُوبا وَدُودا لا نَزوَةً بل دوام
و لا تطيعي سُفهاء الحبّ في معاملتي
حُسّادٌ ودّوا ألّا يقع بين عاشقَيْن وِئام
Comments
Post a Comment